الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
ads
ads
شيماء خليف
شيماء خليف

الاعلامية .. الشيماء خليف .. تكتب : وطن نحتمي به .

الثلاثاء 18/سبتمبر/2018 - 01:23 م
طباعة
الهجرة في نظري هي البحث عن وطن، وليس مجرد الإنتقال بالجسد من مكانٍ الى اخر، فحينما تشتد الظروف ويقسوا عليك ما حولك، فلا سبيل إلا الهُروب والاحتماء بظِل وطن جديد، يمنحك الأمان والطمأنينة.
منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام هاجر الرسول الكريم من مكة - أحبُ البِلاد الى قلبه - قاصداً يثرب، فترك بيته وماله والأماكن التي تربى فيها، باحثاً عن وطن يأويه ويأوي دعوته؛ وكان قراره الهجرة بسبب تآمر قريش لقتله، وتعرض المؤمنين برسالته - صلى الله علية وسلم - للتعذيب على أيدي المشركين، ورفض الكثيرين من أهلها الدخول في الإسلام، حيث أنه -علية السلام- مكث في مكة مدة ثلاثة عشر عاما قبل الهجرة أسلم فيها مائة وخمسون فقط من أهلها، ولعل السبب الرئيس لهجرة النبي هو استحالة التطبيق الشامل للإسلام في مكة، فالإسلام لا يركن الى العبادات فقط من صوم وصلاة وحج، وإنما هو دينٌ شامل يحوي كافة التعاليم والأحكام التي ينتج عنها اُسلوب حياة ونمط فريد في العلاقات الإنسانية.
وهنا بدأ التفكير في البحث عن وطن بديل، ليصبح النواة لقيام دولة بمفهومها الشامل في ذلك الوقت، وكانت يثرب الأكثر استعدادا واستقرارا وتقبلا للدين الإسلامي، كما أن يثرب غنية بمواردها الاقتصادية والزراعية بما يكفي لضمان العيش داخلها في أمن وسلام، وهي قريبة من مكة ليستطيع منها النبي ممارسة الضغط السياسي والاقتصادي والعسكري على مكة، أيضا لا ننسى يهود يثرب المؤمنين بنبوءة التوراة التي تبشّر بظهور نبي من العرب. وقد قال فيها رسول الله – صلى الله علية وسلم – لأصحابه ليحثهم على الهجرة " ان الله عزّ وجل قد جعل لكم إخوانا وداراً تأمنون بها – يقصِد يثرب ".
عودة الى عصرنا الحالي، حيث اشتدت على الكثيرين الحياة ودفعت بهم الظروف لترك اوطانهم واحبائهم، وقسى عليهم الزمان فتركوا كل عزيز ورائهم ورحلوا، كانت كل أمانيهم أن يجدوا بابا للرزق يسد الرمق ويكفي شر السؤال، ولحسن حظ البعض ممن ساقتهم الأقدار لإماراتنا الحبيبة، فقد ظن البعض أن العمل والعمل فقط ما ينتظره فيها، ولكن سرعان ما تتغير النظرة عند كل مهاجر فيجدها أُما بديلة أكثر حنانا ورِفقا، تعدل بين الجميع، وتعطي دون مقابل، وجدوا فيها الأمن والأمان والاحترام، فدوله الإمارات وطنٌ للجميع.
قيل يوما للشيخ زايد رحمه الله، أن خمسة وثمانين في المائة من سكان دولة الإمارات هم من العمالة الوافدة فقال: "الرزق رزق الله، والمال مال الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، والأرض أرض الله، ومن يعمل ويتوكل علي الله يعطيه الله، واللِّي يَبِينا حيَّاه الله"  رحم الله الشيخ زايد - وبارك الله في الشيخ خليفه وإخوانه.
ads
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟